خطبة الجمعة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للشيخ خالد القط، بتاريخ 11 شعبان 1444هـ ، الموافق 3 مارس 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بصيغة word بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م بصيغة pdf بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 مارس 2023م ، بعنوان : الاستجابة لله ورسوله ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
الاستجابةُ للهِ ورسولهِ بتاريخ: ١١ شعبان 1444هـ – ٣ مارس 2023م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، نحمدُهُ تعالَى حمدَ الحامدين، ونشكرُهُ شكرَ الشاكرين، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، القائلُ في كتابهِ العزيزِ: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْييكُمْ)) سورة الأنفال: آية 24، وأشهدُ أنّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُاللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، قال عنهُ ربُّهُ: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ)) سورة الحشر: آية ٧، اللهُمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ حقَّ قدرهِ ومقدارهِ العظيم.
أمّا بعدُ: فيا أيُّها المسلمون الكرام، لقد خلقَنَا اللهُ سبحانَهُ وتعالى في هذه الحياةِ، ووضعَ لنَا ضوابطَ وقواعدَ نسيرُ عليها حتّى نسعدَ في دنيانَا وأُخرانَا، ولأنَّهُ سبحانَهُ وتعالى هو مَن خلقَنَا فهو أعلمُ بِمَا يُصلحُنَا، وبِمَا يحققُ لنَا الفلاحَ والنجاحَ في الدنيا والآخرةِ، قالَ تعالَى: ((أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)) سورة الملك : آية ١٤، ومِن هذا المنطلقِ فإنَّ اللهَ سبحانَهُ لم يأمرْنَا إلَّا بِمَا يحققُ لنَا الخيرَ في الدنيا والآخرةِ، ولم ينهَانَا عن شيءٍ إلّا وكان في طياتهِ شرٌّ لنَا، ولهذا ينادِى علينَا ربُّنَا في القرآنِ مراتٍ عديدَةٍ أنْ نستجيبَ لهُ ولرسولهِ ﷺ، قالَ تعالَى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ )) سورة الانفال : ٢٤، وقال أيضًا سبحانَهُ: ((اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ)) سورة الشورى: آية ٤٧ ، وعن الاستجابةِ لرسولِ اللهِ ﷺ قال تعالى: ((يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )) سورة الأحقاف : آية ٣١.
تابع / خطبة الجمعة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله
قال القرطبيُّ “داعِىَ اللهِ” يعنِى مُحمدًا ﷺ، وقالَ أيضًا في حقِّ حبيبهِ مُحمدٍ ﷺ: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ )) سورة الحشر: آية ٧.
أيُّها الأحبابُ إنَّ مِن أصعبِ الأمورِ على النفسِ البشريةِ أنْ يكونَ الأمرُ الإلهيُّ على غيرِ هوىَ النفسِ وعلى غيرِ ما اعتادَهُ الإنسانُ وألفَهُ طولَ حياتِهِ فيجدُ الإنسانُ نفسَهُ في اختبارٍ صعبٍ بينَ ما ترسّخَ في نفسِهِ وتشبّعَ بهِ طولَ حياتهِ وبينَ استجابتِهِ لأمرِ اللهِ، فيَا لهَا مِن معادلةٍ صعبةٍ، إلّا على المؤمنين حقًا الذين يؤثرُونَ رضَا اللهِ ورسولهِ، ولو كان على غيرِ ما تهواهُ نفوسُهُم ، ليسَ أدلَّ على ذلِكَ مِن تحريمِ الخمرِ في الإسلامِ، وكيف كانُوا في الجاهليةِ قبلَ الإسلامِ ملازمينَ لهَا لا يفارقُونَهَا ولا يطيقونَ فراقَهَا والبعدَ عنهَا ولكنْ لَمّا نزلَ قولُهُ تعالَى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) سورة المائدة : آية ٩٠، قالَ عمرُ بنُ الخطابِ ((انتهينَا انتهينَا)) ذكرَه القرطبيُّ في تفسيرِهِ.
أيُّها الأكارمُ لقد كان الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم أكثرَ الناسِ استجابةً للهِ ورسولهِ، بل كانُوا يتسابقُونَ ويتنافسُونَ فيمَا بينَهُم أيُّهُم أسرعُ استجابةً لأوامرِ اللهِ ورسولهِ، وحياةُ الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهِم كمْ كانتْ حافلةً ومليئةً بالامتثالِ والانقيادِ لأوامرِ اللهِ ورسولهِ، وحسبُنَا هنَا أنْ نذكرَ بعضًا مِن هذه النماذجِ المشرقةِ.
تابع / خطبة الجمعة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله
النموذجُ الأولُ: أنَّ النَّبيَّ ﷺ رأى خاتمًا من ذَهَبٍ في يدِ رجلٍ فنزعَهُ وطرحَهُ وقالَ: أيعمَدُ أحدُكُم إلى جمرةٍ من نارٍ فيجعلُهَا في يدِهِ فقيلَ للرَّجلِ بعدما ذَهَبَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: خُذ خاتمَكَ فانتفِعْ بِهِ، قالَ: لا واللَّهِ لا آخذُهُ أبدًا وقد طرحَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ)) أخرجَهُ الإمامُ مسلمٌ وغيرُهُ.
النموذجُ الثاني: يقولُ أبو مسعودٍ عقبةُ بنُ عمروٍ كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لي بالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِن خَلْفِي، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، فَلَمْ أَفْهَمِ الصَّوْتَ مِنَ الغَضَبِ، قالَ: فَلَمَّا دَنَا مِنِّي إذَا هو رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا هو يقولُ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، قالَ: فألْقَيْتُ السَّوْطَ مِن يَدِي، فَقالَ: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، أنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ علَى هذا الغُلَامِ، قالَ: فَقُلتُ: لا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا. [وفي رواية]: فَسَقَطَ مِن يَدِي السَّوْطُ مِن هَيْبَتِهِ. أخرجه مسلم.
النموذجُ الثالثُ: وصلَ الأمرُ بأصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ أنَّهُم كانوا يقتدونَ بهِ حتّى مِن غيرِ أنْ يَطْلُبَ منهُم وإنَّمَا فقط يريدونَ أنْ يتشبَهُوا بهِ في كلِّ أمورِ حياتِهِ حُبًّا وإجلالًا لهُ صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ.
أخرجَ أبو داودَ وغيرُهُ عن أبِي سعيدٍ الخدريِّ رضى اللهُ عنه: بينَما رسولُ اللَّهِ ﷺ يصلِّي بأصحابِهِ إذْ خلعَ نعليهِ فوضعَهُما عن يسارِهِ ، فلمَّا رأى ذلِكَ القومُ ألقوا نعالَهُم، فلمَّا قضَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَهُ ، قالَ : ما حملَكُم على إلقائِكُم نعالَكُم ، قالوا : رأيناكَ ألقيتَ نعليكَ فألقينا نعالَنا ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ أتانِي فأخبرَنِي أنَّ فيهما قذَرًا فإذا جاءَ أحدُكُم المسجدِ فلينظُر فإنْ رأَى فِي نَعليهِ قذَرًا أو أذًى فليَمسَحهُ وليُصلِّ فيهِما)).
تابع / خطبة الجمعة 3 مارس 2023م : الاستجابة لله ورسوله
الخطبة الثانية
أيُّها المسلمون هيَّا بنَا نسارعُ ونتنافسُ فيمَا بينَنَا في الاستجابةِ لأوامرِ اللهِ ورسولهِ حتى ننالَ السعادةَ في الدنيا والآخرةِ، ما أحوجنَا في هذه الأيامِ أنْ نسارعَ في الاستجابةِ للهِ ورسولهِ، ما أحوجنَا أنْ نطبقَ عمليَّا قولَ اللهِ تعالَى (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ) سورة آل عمران الآية رقم ٩٢ ، فلنسارعْ بالإنفاقِ مِن أموالِنَا، بل مِن أحبِّ وأعزِّ أموالِنَا إلينَا لنحظَى برضَا اللهِ سبحانَهُ وتعالَى، دعونَا نطبقُ عمليَّا التعاونَ والتكاتفَ فيمَا بينَنَا وأنْ يقفَ كلٌّ مِنَّا بجوارِ أخيهِ المسلمِ استجابةً لأمرهِ سبحانَهُ وتعالَى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)).
وفي النهايةِ أريدُ أنْ أزفَّ بشرَى سارةً لكلِّ مَن استجابَ لأوامرِ اللهِ واجتنبَ نواهيَهُ، أبشرُهُ بأعظمِ وأرجَى ما يتمناهُ كلُّ مسلمٍ ألَا وهى الجنةُ (اللهُمَّ اجعلنَا مِن أهلِهَا)، ولكنْ لا أُخفِى عليكُم أنْ البُشرَى تحملُ معهَا أيضًا تهديدًا ووعيدًا لكلِّ مَن تقاعسَ عن الاستجابةِ للهِ ورسولهِ، البُشرَى تجدُهَا في قولِهِ تعالى ((لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ)) سورة الرعد : آية ١٨، والحسنَى هي الجنةُ كمَا ذكرَ جمهورُ المفسرين.
نسألُ اللهَ أنْ يجعلَنَا مِن الذين يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ، ومِمَّن يستجيبونَ للهِ ورسولهِ، ومِمّن يقفونَ عندَ حدودِ اللهِ.
كتبه الشيخ / خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف